بواسطة أجهزة الطب النووي «جاما كاميرا» يمكن الحصول على أدق نتائج التصوير المقطعي عن طريق تكنولوجيا SPECT@PE التي نستطيع بواسطتها تشخيص كثير من الأمراض التي لا يمكن الكشف عنها بسهولة باستعمال أنواع الأشعة الأخرى فيمكن من خلال الطب النووي دراسة كثير من وظائف الأعضاء.
يمكن من خلال تصوير القلب النووي تقدير كمية تروية العضلة القلبية في أثناء الجهد والراحة وحساب مقدار النقص في التروية في حال وجود ضيق او انسداد في الشرايين القلبية «الاكليلية» ويمكن أيضا الكشف المبكر، اي قبل حصول أعراض سريرية «ألم في الصدر او ضيق بالنفس» التي تدل على وجود مرض ضيق الشرايين او انسداد شرايين وهو ما يسمى بالسكتة او الجلطة القلبية.
وهذا الفحص ضروري لكل من لديه احتمال عالٍ على الإصابة نتيجة ارتفاع الدهنيات مثل الكلوسترول في الدم أو ارتفاع في الضغط أو إصابة بمرض السكري.. بواسطة هذا الفحص يمكن إضافة إلى تقييم تروية العضلة القلبية تقييم وظيفة القلب بدقة وحساب نسبة الانقباض Ejection Fraction لتحديد مدى وظيفة القلب في حال وجود ضعف أو قصور في العضلة القلبية.
كيف يتم التصوير بالمواد الذرية
الطب النووي يقوم على استخدام المواد الذرية ذات الخواص الاشعاعية.
وهو أحد التخصصات الحديثة في ميدان الطب يزداد تطورا وتوسعا يوما بعد يوم وقد تقدم في العشر سنوات السابقة الى درجة أنه اصبح يحتل جزءا مهما في التشخيص الطبي ومما ساهم في ذلك هو:
* توافر إنتاج المواد المشعة الطبية وتطورها.
* سهولة استعمال الحاسب الآلي وتوسع انتشاره.
وقبل ان نبدأ بوصف هذا التخصص نود ان نطرح السؤال الآتي:
* ماذا يخطر في ذهنك عندما تسمع كلمة «الطب النووي»؟
– ان لم يكن لديك فكرة واضحة فلا بأس، لأن العديد من الأفراد وحتى الأطباء عندما يسمعون عن استعمال المواد المشعة في تخصص «الطب النووي» تستطيع ان تقرأ انطباعات وتعابير مختلفة:
– علامة استفهام؟ ماذا يعني بذلك؟ وكيف يمكن حقن المريض بمواد مشعة «نووية، ذرية».
فيتخيل ان يكون ضررها ان لم يكن قريبا من القنبلة الذرية فهي على الأقل ضارة أكثر من كونها نافعة.
– علامة تعجب! بأن أطباء الأشعة أصبحوا يستعملون المواد الذرية في مجال تشخيص الأمراض وعلاجها.
– علامة رضا: على تقدم المجال الطبي وتسخير المواد الذرية في خدمة البشرية.
والواقع ان ردات الفعل هذه تتيح الفرصة للتعريف عن الطب الذري وتوجب المعرفة عن القاسم المشترك بينها وهو استخدام الاشعاع في الإطار الطبي.
هناك عدة أنواع من الإشعاع المستخدم في التشخيص:
1- التشخيص بالأشعة السينية «اكس» x-Rays:
هذا التصوير غالبا ما يتعرض له أكثر الناس كصورة الصدر Chest X-RAY
2- التشخيص بأشعة «جاما» Gamma Rays وهي:
إشعاعات تصدر من المواد المشعة «المحقونة للمريض» وهي التي تتعلق بالطب النووي وتصور بواسطة اجهزة الجاما كاميرا.
3- المعالجة بالاشعة: وهي تستعمل اشعة البيتا الصادرة من المواد الذرية لمعالجة مرضى السرطان.
ما الفرق بين التشخيص بأشعة اكس وأشعة جاما وما دور كل منهما؟
– الواقع ان الدور الطبي متكامل للوصول الى التشخيص النهائي الا ان الفرق هو تقني.
فعند استعمال اشعة اكس يعرض المريض للإشعاع لفترة بسيطة بواسطة اجهزة مولدة للإشعاع ثم يقوم بالتقاط صورة للعضو المراد دراسته، فالأشعة تخترق جسم المريض لفترة قصيرة في اثناء تعرضه للتصوير.
اما عند استعمال اشعة جاما فإن المواد تحقن للمريض ثم يتم التقاط الاشعاع الصادر من المريض وخاصة من العضو المستهدف تصويره الذي ذهبت اليه المادة المشعة.
ولابد قبل نهاية هذه المقارنة من الاجابة عن سؤال مهم:
* ماذا يحدث للاشعاع داخل الجسم في الاعضاء؟
* في أثناء فحص الكلى:
تدخل المادة المشعة الى الكلى ونستطيع من خلال التصوير دراسة كيفية دخول المادة ونقوم بدراسة وظيفة الكلى بعد زراعتها مثلا للتأكد من عملها وللكشف عن اي اختلاط في حال حدوثه كمثال رفض الكلى.
* في أثناء فحص القلب:
تدخل المادة الذرية عبر الاوعية الدموية للقلب «الشرايين الاكلينيكية» بكمية متناسبة مع مدى تروية العضلة القلبية ويمكن قياسها قبل وبعد العمل الجراحي او معالجة الانسداد الشرياني للتأكد من فائدة العلاج. إلا ان السؤال الآخر:
هل كل قلب طبيعي القياس، يقوم بمهامه بشكل طبيعي؟ وان كان القلب متضخماً يعاني وهناً في العضلة القلبية فما تأثير هذا التضخم في درجة الانقباض؟
الواقع ان التصوير بواسطة المواد المشعة تبرز وظيفة العضو بوضوح لأن هذه المواد تمر من خلال العضو المستهدف وتعمل داخله ويمكن رؤيتها وتصويرها ومن ثم تقدير وظيفة العضو الذي تم تصويره.
* في أثناء فحص العظم:
الكشف المبكر عن انتقال مرض السرطان الى العظم.
في أثناء فحص الغدة الدرقية:
تصوير الغدة الدرقية والكشف عن وجود عقد وكذلك دراسة نشاط الافراز الهرموني او انتقال الورم السرطاني في الجسم.
ولابد من ذكر أن: المواد الذرية هي مواد مشعة وليس لها أي خاصية من خواص الانفجار انما هي شفافة بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
«ولا يمكن تمييزها عن الماء الا بواسطة اجهزة خاصة لكشف خاصية الاشعاع».
فالطب النووي يعتمد على حقن مواد مشعة غالبا بالوريد ثم نقوم بواسطة اجهزة خاصة بالتقاط الاشعاع الذي يصدر من العضو المراد فحصه والموجهة تجاهه مثلا:
صور العظم التي في نهاية الصفحة تراكم الاشعاع في عظام الجسم.
* ما خطورة هذا الاشعاع؟ كم من الوقت تبقى هذه المواد داخل الأعضاء؟
– الواقع ان كمية الاشعاع التي يمتصها الجسم بواسطة المواد الذرية تكون في اغلب الاحيان اقل من الاشعاع الذي يتعرض له الجسم بواسطة اشعة اكس، والتأثير الجانبي ضئيل جدا اذا ما قورنت بالاستفادة الطبية وبتأثير المواد الكيماوية كبعض الادوية، وليس له خطورة تمنع من استعمال المواد.
وبمقارنة المعلومات التي نحصل عليها بواسطة هذا التصوير ومدى فائدتها في علاج المريض نستطيع ان نقول ان هذا التأثير الجانبي لا قيمة له الا في بعض الاحوال الخاصة مثلا:
اذا كانت المرأة حاملا او مرضعة يجب ان تنبه الطبيب الى ذلك لاتخاذ بعض الاجراءات اللازمة وقد يقرر الغاءها الى ان تلد المرأة.
ان دور الطب الذري هو دراسة وظيفة العضو بينما تقوم الصور بأشعة اكس بدراسة شكله، فالفرق بين الاثنين كالفرق بين الصور الفوتوغرافية «أشعة اكس» وصورة الفيديو «أشعة جاما».
فالصورة بأشعة اكس تعطيك: صورة جامدة لمنظر طبيعي، مثلا: أشجار عارية + ارض مفروشة بالاوراق الصفراء = صورة جامدة الخريف.
الصورة بأشعة جاما تعطيك: صورة حركية وظيفية لمنظر طبيعي مثلا: صفير الرياح + تمايل الاغصان + هدير الامواج = صورة متحركة لتطور الخريف.
ربما هذا أمر بديهي وتكفي احداها لتدل عما يجري فالواقع ان لكل منهما اهميته ودلالته.
فلا يجب ان نرى كل حركة لنصل الى النتيجة وهل نحتاج الى كلتا الصورتين معاً؟
الجواب: نعم ولا.
لا، من أجل الأمور الظاهرة التي لا خلاف عليها وخاصة أننا توصلنا إلى الجواب عن طريق إحداهما.
نعم، من أجل كشف الحالات الخاصة ومراقبة تطور الأمور قبل الوصول إلى النتيجة فمثلا: إذا نظرت إلى صورة القلب و الصدر التي يحصل عليها بأشعة اكس فنستطيع أن نحدد ما إذا كان حجم القلب طبيعياً أو متضخماً. وقد تم في المستشفى السعودي الألماني في الرياض افتتاح أحدث مركز للطب النووي في المملكة مجهز بأفضل أجهزة التصوير التي يتم من خلالها الحصول على أدق نتائج التصوير المقطعي التي يمكن بواسطتها تشخيص كثير من الأمراض التي لا يمكن الكشف عنها بسهولة باستعمال أنواع الأشعة الأخرى.